أخبار العالم

إمام المسجد النبوي: اغتنموا العشر الأواخر وتحّروا ليلة القدر

أوصى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، المسلمين بتقوى الله، مؤكدًا أنها أعظم زاد للنجاة يوم الحساب، ومن تمسك بها فاز بالأمان والأجر العظيم.

وقال فضيلته: “ها هو رمضان يشرف على نهايته، وتمضي أيامه سريعًا، وتحل أعظم لياليه، العشر الأواخر، التي تفيض بالرحمة والبركة، وفيها تتجلى نفحات الله على عباده. هي ليالٍ مليئة بالكنوز، حيث ترفع فيها الأعمال، وتتنزل فيها المغفرة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الليالي اجتهادًا لا يجاريه في غيرها، فيحيي الليل بالصلاة والدعاء، إدراكًا منه لعظمة ليلة القدر، التي أنزل الله فيها القرآن، وجعلها خيرًا من ألف شهر.”

أهمية العشر الأواخر وليلة القدر

وأشار فضيلته إلى أن هذه الليالي تمثل فرصة عظيمة للقرب من الله، حيث تفيض فيها دموع الخشوع، وتُرفع فيها الدعوات، وتُمحى فيها الخطايا. ودعا المسلمين إلى عدم إضاعة هذه الأيام المباركة، قائلًا: “كم من بعيد عن الله أعادته هذه الليالي إلى النور، وكم من غافل أيقظته من سباته، وكم من مذنب غسلته دموع التوبة بين يدي الرحمن.”

اجتهاد النبي في العشر الأواخر

وأوضح الشيخ الثبيتي أن النبي ﷺ كان إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره، وأيقظ أهله، وأحيا ليله بالعبادة، مشيرًا إلى أن هذه الليالي لم تكن كسائر الأيام، بل كانت مليئة بالذكر والقيام والاعتكاف.

وقال فضيلته: “في هذه الليالي المباركة، لا مكان للراحة أو الغفلة، بل هي أوقات للركوع والسجود والدعاء والتضرع، وكان النبي ﷺ يحث أهله على اغتنامها، كما قال الله تعالى: (وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ).”

ليلة القدر.. سلام حتى مطلع الفجر

وتناول فضيلته الحديث عن ليلة القدر، مستشهدًا بقوله تعالى: (سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ)، مشيرًا إلى أنها ليلة تفيض بالسكينة والطمأنينة، حيث يعم السلام والأمان، وتتنزل الملائكة بالرحمة، ومن كتب له فيها الخير سعد مدى الحياة.

وأضاف: “هذه ليلة لا يُقدر فيها إلا السلامة والطمأنينة، فمن أقبل على الله بقلب خاشع، وتضرع بروحه، مُنح العفو والمغفرة، فهي ليلة عطاء ورحمة لا تنقطع حتى إشراقة الفجر.”

تحري ليلة القدر واجتهاد المسلمين

وختم فضيلته خطبته داعيًا المسلمين إلى تحري ليلة القدر، لأنها قد تغير مصير العبد، وتمحو سيئاته، وتبدل حاله من الغفلة إلى الهداية، مؤكدًا أن العاقل لا يدعها تمر دون اغتنامها، بل يقف بين يدي الله متضرعًا، مرددًا: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.”

السابق
صلاتك مع الدعاء تكمل البركة.. دعاء العشر الأواخر من رمضان
التالي
الليالي الوترية في رمضان 2025| فرصتك لاغتنام ليلة القدر.. اعرف علامتها