جازان، المملكة العربية السعودية – أعلنت وسائل إعلام سعودية يوم أمس وفاة الشيخ الدكتور أحمد بن علي مباركي، العضو السابق في هيئة كبار العلماء وعضو إدارة البحوث العلمية والإفتاء. وُلد الشيخ مباركي عام 1368هـ في قرية المنصورية بمنطقة جازان، وكرّس حياته لخدمة العلم والفتوى، تاركًا بصمة واضحة في مجال الدراسات الشرعية والعلمية.
مسيرة علمية متميزة
نشأ الشيخ أحمد بن علي مباركي في بيئة علمية، حيث تلقى تعليمه الأساسي في الكتاتيب المحلية بمنطقة جازان. واصل دراسته الشرعية في المعاهد العلمية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث حصل على درجات علمية متقدمة في الفقه وأصوله. كما شغل مناصب بارزة في الحقل العلمي، من بينها عضوية هيئة كبار العلماء، وعضوية المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
إسهاماته العلمية والدعوية
تميز الشيخ مباركي بإسهاماته الكبيرة في الفقه الإسلامي والدعوة إلى الله. كان أحد أبرز العلماء السعوديين الذين عملوا على نشر العلم الشرعي وتبسيط المسائل الفقهية. وشارك في إعداد العديد من الفتاوى التي أثرت في المجتمع الإسلامي داخل المملكة وخارجها.
كما عرف الشيخ بقدرته على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في الطرح العلمي، حيث قدم العديد من المؤلفات والمحاضرات التي نُشرت عبر المنابر الإعلامية والعلمية. وكان له دور بارز في تدريب وتأهيل طلاب العلم والدعاة، مما ساهم في تخريج أجيال من العلماء الذين يحملون منهجه الوسطي.
علاقته برابطة العالم الإسلامي
كان للشيخ الدكتور أحمد مباركي دور فعّال في المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث شارك في إصدار العديد من القرارات والبحوث التي تخدم قضايا الأمة الإسلامية. وقد عُرف بمواقفه الثابتة التي تعكس رؤيته العميقة لقضايا المسلمين المعاصرة.
وفاته وتفاعل المجتمع
أثار خبر وفاة الشيخ الدكتور أحمد مباركي مشاعر الحزن والأسى في الأوساط العلمية والشعبية، حيث نعاه العديد من العلماء وطلبة العلم والمحبين. وقدموا تعازيهم لعائلته وأهله، مستذكرين مسيرته الحافلة بالعطاء وخدمته للدين والعلم.
يُذكر أن جنازة الشيخ مباركي أقيمت اليوم، وسط حضور كبير من الشخصيات العلمية والاجتماعية والمواطنين الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء والمشاركة في تشييعه.
إرثه العلمي والإنساني
برحيل الشيخ أحمد بن علي مباركي، فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي أحد أعلامه البارزين. إلا أن إرثه العلمي سيبقى حاضرًا من خلال مؤلفاته ومحاضراته، ومن خلال الأثر الطيب الذي تركه في نفوس من عرفوه وتتلمذوا على يديه.
نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لدينه ووطنه وأمته.