يُعد سجن صيدنايا، الواقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال العاصمة دمشق، من أكثر السجون سمعة سيئة في سوريا، ويُعرف بـ”المسلخ البشري” نظرًا للفظائع التي تُمارس داخله. تأسس السجن في عام 1987 ليكون مركزًا عسكريًا يُستخدم لاحقًا للاحتجاز السياسي والمعارضة، وخصوصًا بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
ظروف الاعتقال والتعذيب
يشهد السجن نظامًا صارمًا يتمثل في العزل التام للمعتقلين عن العالم الخارجي، بما في ذلك منع الزيارات وقطع التواصل مع الأهل. تتراوح أساليب التعذيب بين الضرب، الصعق الكهربائي، والإذلال النفسي عبر إجبار المعتقلين على سماع صرخات زملائهم أثناء تعذيبهم. فضلًا عن ذلك، يعاني السجناء من الحرمان من الطعام والرعاية الصحية الأساسية، ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات داخل السجن.
استعصاء صيدنايا
برزت في تاريخ السجن محاولات مقاومة من السجناء، أبرزها “استعصاء 2008″، حيث قام المعتقلون بالتمرّد ضد الإدارة بسبب الظروف المزرية. أشعل السجناء النار في سطح السجن، مطالبين بتحسين أوضاعهم، ما دفع السلطات السورية إلى قمع التمرد بعنف دموي أسفر عن مجازر.
تقارير حقوق الإنسان
تُقدّر تقارير حقوق الإنسان أن آلاف المعتقلين في صيدنايا لقوا حتفهم نتيجة التعذيب أو الإعدامات الجماعية، خاصة خلال السنوات الأولى من النزاع السوري. كما يواجه المعتقلون محاكمات صورية أمام محاكم عسكرية ميدانية، تُصدر أحكامًا تصل إلى الإعدام دون أدلة أو تبريرات قانونية واضحة.
الوضع الحالي سجن صيدنايا مباشر
في تطور حديث اليوم، 8 ديسمبر 2024، أظهرت تقارير أن المعارضة السورية المسلحة اقتحمت السجن، معلنة تحرير مجموعة من المعتقلين، مما يعد تطورًا كبيرًا في مسار الصراع السوري. يأتي ذلك في ظل تراجع السيطرة الحكومية في مناطق عديدة من سوريا.
سجن صيدنايا رمز للقمع
يبقى صيدنايا رمزًا حيًا للقمع السياسي في سوريا، حيث يستمر بتجسيد الوجه القاسي لانتهاكات حقوق الإنسان. يشدد المراقبون على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة للضحايا، بالتزامن مع الجهود لإعادة بناء سوريا على أسس إنسانية وقانونية.