حمام المحطة هو الملجأ الأول الذي هرب إليه بعض ضحايا حريق محطة مصر بحثاً عن منقذ، هذا الحمام يبعد ثلاثة أمتار تقريباً عن مكان الحادث، هناك تجلس سيدتين بعمر الخمسين، ترويان اللحظات الأولى بعد الحريق، وقد وصفتا هذا المشهد وكأنه قيام يوم القيامة، فقبل لحظات من حادث الحريق جلستا كعادتهما، وفجأة سمعن صوت انفجار، تلاه صرخات رجال ونساء اشتعلت أجسادهن بالنار إثر الحريق فهرولوا مسرعين نحو هاتين السيدتين.
إحدى السيدتين أفادت أنها كانت تأخذ دواء السكر، حينما دخل عليهما أشخاص مشتعلة النار في أجسادهم، لم تفهم ولم تدرك ما الذي حصل، حاولت ترش عليهم مياه بقدر ما تستطيع، وبعد دقائق غابت عن الوعي، ولم تفق إلا بعد مدة ولم تستطيع أن تتمالك أعصابها من هول ما رأته، في حين لم تتوقف السيدة الأخرى عن البكاء، وبصعوبة بالغة قالت: “إحنا بنمسح في آثارهم من ساعتها.. ربنا يعيننا على اللي شوفناه ويعين أهلهم”.
بالإضافة إلى روايات عاملات النظافة، جلست سيدة ترتدي بدلة عُمال النظافة الزرقاء على مقعد أمام الحادث مُباشرةً، تتحدث في هاتفها مع الأهل والجيران، لتطمئنهم، وتروي لهم ما شاهدته، وعند الحديث معها بدأت عيناها في الاحمرار، وأغلقت هاتفها، لتقول: “كنت واقفة على بُعد خطوات منه، شوفت بعيني، وطلعت أجري ناحية النفق، واتفرجت من بعيد، كان زمايلنا بيطفوا الناس المولعة، وبيقولوا في واحد زميلنا مات، بس لسه محدش معرفنا أي حاجة”.