مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، مع مرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى التي هُزمت فيها تركيا و تقاسمت الدول الاستعمارية تركتها خاصة في بلاد العرب.
و قسمتهم جغرافيا على يد سايكس – بيكو، تلك الاتفاقية التي جعلتهم دويلات و إمارات و ممالك تدين لها بالتبعية و الولاء فهي رب نعمتهم التي أوجدتهم من عدم و جعلت بعضهم أسيادا على بعض , أعزت من تشاء و أذلت من تشاء حسب مواقفهم معها و موافقتهم على أن تكون فلسطين دولة لليهود بعد توأمتها مع كياناتهم بأن جعلتهم أخوة في الرضاعة من ثدي المستعمر صاحب المصلحة الأولى و الأخيرة.
ليكونوا لها الوكيل المعتمد في المنطقة في حماية مصالحها بعد أن تضمن لهم البقاء و الاستمرارية بمد يد العون و المؤازرة ضد كل مشروع وطني لا يقبل استفرادهم بالسيطرة من خلال جعلهم مجسَّات و ريديترات تبريد أمام كل غليان الشعوب في وجه الاستعمار الغربي و أزلامه لدرجة أننا أصبحنا نرى فيهم القدرة و القدوة في حل مشاكل المنطقة بالدعم و المشورة وقول آمين حتى في القرارات التي تضر مصلحتنا الدينية والقومية والتي تتعارض مع ثقافتنا ومعتقداتنا الشرقية والإسلامية بالترهيب والترغيب والحرص على السكوت والقبول من أجل البقاء وإن كان مؤقتا ومزيَّفا..
فبعد التقسيم الجغرافي للمنطقة وفشل العرب في تمرير مشروع الوحدة العربية التي كانت تفشل بانقسام العرب إلى جمهوريات قومية تقدمية على النقيض من ممالك قبلية وراثية ليسود الفكر المُسمَّى ملكي رجعي على القومي التحرري الوطني بعد أن أصبحت الممالك ملاذا آمنا للهاربين والمختلسين للعمل والاستثمار لأصحاب المال ولبورصات الأسهم والمضاربات المالية أو الاسترزاق والتجارة على مستوى الأفراد العاديين كبلاد خالية من العنف والتناحر السياسي والحزبي.
وما حدث في بلاد الربيع العربي خير دليل وكأن المنطقة تتعرَّض لعقاب جماعي وبأثر رجعي على كل المخالفات التي اقترفها حكامها ضد الغرب والمشروع الرأسمالي فما يحدث اليوم ما هو إلا دليل على بدء التقسيم السكاني حسب المِلل والطوائف والقوميات لتقسيم المُقسَّم كبادرة في أخذ إسرائيل نموذجا ناجحا في المنطقة كداعمة لهذا النموذج لتصبح مثلا يُحتذى بعد تفوقها في جميع المجالات في بحر العداء العربي المحيط.
فهي المُحرِّض الأخطر لكل الانقساميين والانفصاليين وهواة الدويلات ومحترفيها حسب الأجندات الطائفية والدينية حين يكون لا غالب ولا مغلوب ولا هازم ومهزوم لتظل المنطقة محصورة في طاحونة الحرب على الطائفة والهوية لتظل المنطقة العربية هي النموذج الأسوأ في العالم رغم أنهم أصحاب دين واحد ولغة وثقافة واحدة كصفة غالبة مع اختلاف البعض في الدين والمعتقد أو الانتماء القومي والأيديولوجي.